2025-07-07 10:33:32
فيروز، الصوت الذهبي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، ليست مجرد مغنية عادية، بل هي أيقونة فنية خالدة، ورمز للجمال والأناقة في عالم الموسيقى العربية. اسمها الحقيقي نهاد حداد، لكنها اشتهرت بلقب “فيروز”، الذي يعني “اللؤلؤة” باللغة التركية، وهو اسم يعكس جمال صوتها الذي يلمع كاللؤلؤ في سماء الفن.
البدايات المتواضعة
ولدت فيروز في 21 نوفمبر 1935 في بيروت، لبنان، وترعرعت في حي زقاق البلاط الشعبي. اكتشف موهبتها الموسيقية الملحن الكبير حليم الرومي، الذي أطلق عليها اسم “فيروز” وأصبح أول من قدمها للجمهور. في الخمسينيات، انضمت إلى فرقة الأخوين رحباني، حيث التقت بعاصي الرحباني، الذي أصبح زوجها وشريكها الفني، وبدأت رحلتها الفنية الحقيقية.
الطريق إلى النجومية
ساهمت فيروز والأخوين رحباني في إحياء التراث اللبناني والعربي من خلال الأغاني التي جمعت بين الأصالة والحداثة. من أشهر أغانيها التي لا تزال خالدة في الذاكرة: “لبنان يا قطعة سما”، “يا طير”، “سألوني الناس”، و”نحن والقمر جيران”. هذه الأغاني لم تكن مجرد كلمات ولحن، بل كانت قصصاً تحكي حب الوطن، والحنين، والجمال الإنساني.
فيروز خارج الحدود
لم يقتصر نجاح فيروز على لبنان أو العالم العربي فقط، بل وصل صيتها إلى العالمية. غنت بلغات متعددة، وأصبحت سفيرة للثقافة العربية في أوروبا وأمريكا. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، وأصبحت أيقونة للسلام والفن الأصيل.
الإرث الخالد
اليوم، وبعد عقود من العطاء، لا تزال أغاني فيروز تتردد في كل بيت عربي، وتُدرس في المعاهد الموسيقية، ويستمع إليها الأجيال الجديدة بإعجاب. صوتها الذي يشبه خرير الماء ودفء الشمس، يجعلها مميزة عن أي فنان آخر. فيروز ليست مجرد مغنية، بل هي جزء من هويتنا وذاكرتنا الجماعية.
في النهاية، يمكن القول إن فيروز سلكت “طريق النحل” في الفن، حيث قدمت العسل الفني النقي الذي لا يزال يحلو للجميع تذوقه حتى يومنا هذا. هي حقاً لؤلؤة الفن العربي التي ستظل متألقة إلى الأبد.